الموسم الرابع من مسلسل La Casa de Papel

 الموسم الرابع من مسلسل La Casa de Papel
 



في الموسم الرابع من مسلسل La Casa de Papel الحماسي، نستكمل رحلة فريق (دالي) في كفاحهم ضد هجوم الشرطة المستمر. آخر أحداث انتهى عليها الموسم الثالث كانت إصابة (نيروبي) بطلق ناري في منطقة جسدية حرجة جدًا. ومن الناحية الأخرى بدأت الشرطة هجومها، إلا أن البروفيسور أعطى لـ (باليرمو) أمرًا بالاشتباك المباشر وأن ما يحدث ليس مجرد عملية سطو، وإنما حرب. وذلك أتى بعد أن زيفت (سييرا) موت (راكيل) وجعلت البروفيسور يستمع إلى صوت الطلق الناري بنفسه.

ويبدأ الجزء الرابع من تلك النقطة بالضبط، بعد تفجير الفريق لمدرعة الشرطة التي كانت في طريقها لاقتحام المصرف، وبات التوتر هو سيد الموقف.



السؤال الهام هنا .. ماذا سيحدث لـ (نيروبي) بالتحديد؟ إذا نظرنا للقصة بمنظور الشخصيات فقط، سنجد أنها أبرز تلك الشخصيات التي اكتسبت تعاطف الجمهور بالفترة الأخيرة، وإصابتها بطلقٍ ناريّ في نهاية الموسم الثالث، يجعلها الجوهرة الثمينة التي لا يعرف الجمهور بعد إذا خبى بريقها، أم ما زالت تلمع؟

هل نجت؟ هذا سأتركه لكم عندما تصدر الحلقات رسميًّا في 3 أبريل 2020 على الموقع الرسمي لمنصّة (نيتفليكس) للبثّ المباشر!


 ما المميز في الموسم الرابع من مسلسل La Casa de Papel المنتظر؟
 
 


الحفاظ على الإيقاع التسارعي
 
هناك دائمًا مشكلة كبيرة تقع فيها المسلسلات التي تدور أحداثها على أكثر من موسم: الابتعاد عن التصاعد السريع. 

إذا كنت صانعًا للفنون المرئية، لا يجب أن تسمح للمُشاهد أن يمل أبدًا، وعليك أن تحاول بقدر الإمكان جذب انتباهه على الدوام. ذلك الجذب لن يتأتى إلا إذا كانت قصتك بها عناصر تصاعدية، وليست ثابتة على نمط أحادي الوتيرة، أو كما أحب أن أسميه Mono-Pattern of Action.
 
 مسلسل La Casa de Papel حتى الموسم الثالث حافظ على تلك الوتيرة التسارعية، ونفس الأمر تكرر بنجاح في الموسم الرابع. هنا حافظت الأحداث على عدم كونها خطيّة من حيث التقديم والطرح، بل متشابكة كما المعتاد. كان تسلسل المشاهد ينقلك من مكان إلى مكان بسرعة، مع وجود اتصال حواري بينها جميعًا.
  
من الطبيعي أن تكون جميع قصص المسلسلات خطيّة وتسير في اتجاه ثابت ونحو هدف مُعين، لكن الذكاء هو تقديم وتأخير المشاهد بطريقة تسمح بخلق فلاش باك تارة، أو تحريك عدسة الكاميرا في أكثر من مكان وبين أكثر من شخصية، بداخل أُطر زمنية محدودة، تارة أخرى. ذلك كله يجعل المشاهد متأهبًا باستمرار، وهذا ما نجح الموسم الرابع فيه فعلًا.  إنها حرب، ولا تعرف الحروب قيودًا
 
هذه الحقيقة أكد عليها الموسم الرابع من La Casa de Papel فعلًا، وأتى ذلك التأكيد كرد ضمنيّ على عبارة البروفيسور في نهاية الموسم الثالث: «إنها حرب». 

في الحروب، توجد فترات تبادل نيران، وفترات هدنة. توجد مفاوضات، وتوجد انفعالات. وبالتأكيد ودون شك، يوجد موالون، ويوجد خونة. التزمت قصة الجزء الرابع بكون ما حدث بعد خروج الفريق عن سلميته، حربًا من أجل الكرامة. توجد هذه المرة تعقيدات دفعت القصة للأمام بشدة، ومع الوقت ستشك في كل شيء وأي شيء، وفجأة ستتحول الحبكة من درامية، إلى بوليسية. وستترك قليلًا شطيرتك التي يدفعك أدرنالين الحماس لأكلها، وتطرق بعض الشيء، لتفكر في الخطوة التالية التي يمكن أن يأخذها أحد الطرفين، لسحق الآخر.



الكثير من الكروت غير المكشوفة

 نهاية الموسم الثالث من La Casa de Papel توحي بشعور داخلي أن كل شيء كُشف تمامًا، لا توجد كروت أخرى ليتم نزع اللثام عنها. نعلم مَن بداخل المصرف، ومَن بخارجه. مَن مع فريق (دالي)، ومَن ضده. كل تلك المعلومات بحوزتنا، لكن يأتي الموسم الرابع كالساحر الواقف على خشبة مسرح كبيرة؛ ليولح بعصاه تجاه القبعة الفارغة ويقول: «انتظروا كروتي، ها هي تأتي!».

وبالفعل، تتهاوى الكروت، واحدًا تلو الآخر، لتصير محبوسًا في الحلقة المفرغة المعروفة: هل أتعاطف مع الشرير نظرًا لضعف موقفه فجأة؟ أم أحقر من الخيِّر نظرًا للسطوة الفجائية التي حصل عليها؟

ستبدأ بالتشكيك في مفهوم العدالة لديك، وما هما الخير والشر فعلًا؟ هل كلها مصطلحات صاغتها العادات والتقاليد والأديان، أم يمكن لها أن تتغير بتغيُّر فلسفة المرء المبنية على التجارب الحياتية المختلفة التي يمر بها كل يوم؟






 في وجهة نظري، القصة التي تدفعك للتفكير، هي قصة تستحق أن تعيش وتبقى.
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات